بطاقة الكتاب:
عنوان الكتاب: صناعة الهوية العلمية للعلماء والخبراء والباحثين
المؤلف: د. سيف السويدي و أ.طارق برغاني
الطبعة: الأولى 1439هـ- 2018 م
عدد الصفحات: 242
ISBN: 978-1-387-35000-1
من مقدمة الكتاب:
بناء الماركة الشخصية هي عملية ليست بالسهلة وإن كانت في متناول الجميع إن توفرت لديهم الرغبة المتأججة والدوافع القوية والإرادة الجازمة في تحقيقها، إنها تتطلب جهدا شاقا وعملا دؤوبا وإصرارا غير مسبوق، إنها تحتاج إلى وقفة مع الذات واتخاذ قرار التغيير نحو التميز، وتسطير أهداف واضحة ودقيقة وتحديد الفئة المستهدفة بعناية ودراسة، ثم وضع خطة استراتيجية مُحكمة، بعدها يأتي التنفيذ والفعل وتخطي العقبات واغتنام الفرص والاستفادة من الأخطاء والوقوف من جديد وتقييم الأثر والسعي نحو التطوير الدائم وتنمية الذات بالاطلاع والتعلم واستشارة أهل التجربة والخبرة.
لقد أصبحت صناعة هوية الباحث الأكاديمي في ظل هذا التغير الحاصل، ووسط هذه البيئة المتحولة يوما بعد يوم ضرورة حتمية لتحقيق التميز والتعريف بجهوده وسط هذا الوسط المتلاحم، أصبحنا نعيش في عصر المعرفة الرقمية في عالم القرن الحادي والعشرين لقد صار لزاما علينا اكتساب مهارات جديدة، والتمتع بقدرات متطورة، والتمكن من كفايات عالية، كلها عناصر أساسية من أجل فرض وجود النخبة العلمية وإثبات مكانتنا وإبراز جدارتنا وتميزنا في مجتمع البحث والتطوير.
هذا الكتاب يسلط الضوء من خلال فصوله وفقراته على أسس ومبادئ وتوجيهات في الهوية العلمية للعلماء والخبراء والباحثين سواء على أرض الواقع أو على الفضاء الافتراضي بما فيه من شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات نشر وتبادل ومشاركة الأعمال والبحوث والأوراق والدراسات الأكاديمية، كما يشكل دليلا عمليا لزيادة فرص ظهور اسم الباحث وأعماله على محركات البحث وسبل تعزيز وجوده على الإنترنت وطرق الدفع بأعماله نحو مراتب متقدمة عربيا ودوليا.
زملاءه وأقرانه مع أعماله من خلال الخدمات العديدة التي تقدمها هذه الأدوات في تقييم الأثر وقياس التأثير وعرض التحليلات والكشف عن النتائج والإحصائيات.
يتناول الكتاب موضوع بناء هوية الباحث العلمية، ويتشكل من ثمانية فصول تتدرج محاورها وفقراتها على النحو الآتي:
الفصل الأول ويشمل تعريفا لمفهوم "الهوية (العلامة) الشخصية" ونبذة تاريخية حول نشأتها وتطورها كما يشير إلى طائفة من المصطلحات والمفاهيم المجاورة لها.
الفصل الثاني ويناقش الأطر المرجعية والمُرتكزات النظرية التي تتأسس عليها الماركة الشخصية وهي القيم والأخلاق، علمُ النفس، علمُ الاقتصاد، علمُ الاجتماع، التنمية البشرية وتطوير الذات ، ثم فنون التواصل الفعّال.
الفصل الثالث ويتضمن تعريفا للهوية العلمية، ميزاتها، خصائصها، أهدافها ووظائفها.
الفصل الرابع يتناول عناصر الهوية العلمية للباحث من الاسم، السمات المميزة للشخصية، مجال التخصص، السيرة العلمية للباحث، ملف الإنجاز، الإنجازات والجوائز المحصل عليها، التأثير الإيجابي، بناء شبكة علاقات متينة. كما يتضمن هذا الفصل محورا حول الهوية العلمية للباحث والتسويق الذاتي ويعالج موضوعين أولهما أهمية وفوائد التسويق الذاتي للباحث وثانيهما التسويق الذاتي وشبكات التواصل الاجتماعي.
الفصل الخامس يركز على محورين رئيسيين هما : مراحل بناء الهوية العلمية للباحث والوسائط المستعملة في ذلك.
الفصل السادس يتناول بالتفصيل شبكات التواصل الاجتماعي والباحث الأكاديمي، من تعريف لهذه الشبكات وعناصرها ومميزاتها مع التركيز على أوسعها انتشارا، ومجموعة من القواعد التوجيهية الأساسية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، ويختم هذا الفصل بالتطرق إلى دور هذه الشبكات بالنسبة للباحث الأكاديمي. وأهميتها وفوائدها له.
الفصل السابع يسلط الضوء على الاستخدام الأكاديمي لشبكات التواصل الاجتماعي ويشتمل على المحاور التالية: شبكات التواصل الاجتماعي وبناء العلامة الشخصية، المبادئ الأساسية لبناء علامة شخصية مميزة على مواقع
التواصل الاجتماعي، رسم استراتيجية لتعزيز وجود الباحث على شبكات التواصل الاجتماعي، خطوات عملية لبناء الهوية على شبكات التواصل الاجتماعي، نصائح وإرشادات توجيهية، تقييم تأثير الباحث في الشبكات الاجتماعية، أدوات عرض الاحصائيات لشبكات التواصل الاجتماعي.
ثم الفصل الثامن والأخير ويتحدث عن موضوع التدوين بهدف تعزيز ونشر البحوث الأكاديمية يحتوي على محاور تفصيلية للموضوع وهي: أهم مواقع إنشاء واستضافة المدونات، أهم منصات نشر ومشاركة البحوث الأكاديمية، التدوين المُصغَّر واستخداماته في المجال الأكاديمي، تقييم تأثير الباحث مع سرد لأهم المعايير المعتمدة عالميا، أهم مواقع تقييم تأثير الباحث وفي الأخير محور حول بعض المواقع لزيادة ظهور اسم الباحث على الانترنت وقد تم اقتراح نموذجين منها هما: منصة "أوركيد Orcid" ومنصة "أُريد ARID
من تقديم د. طه الزيدي للكتاب: فإن لكلِّ فنٍّ صناعةً، وقد عُني علماءُ الإسلام منذ القرون الأولى للحضارة الإسلامية بمعالجة ذلك، فجاءت مُدوناتُهم العلميةُ لتبحث صناعةَ أدوات التعبير في تلك العصور، كالشعر والنثر والإنشاء، ولا يزال هذا الفنُّ يتطوَّرُ مع تطورِ العلومِ وتنوع الفنون وارتقاء المعارف، حتى وصلنا إلى عصر التقنية
الرقمية ، فأصبحت للعلوم والمعارف أوعيةٌ معاصرة تعتمد التدوينَ الرقمي- الالكتروني، وهذا أملَى على الباحثين باللغة العربية الآتي:
- توظيف هذه الأوعية المُعاصرة للتعبير عن أفكارهم وتقريراتهم، ونقل مُدوناتهم، ليحققوا العالمية لرسالتهم ، وليبلغوا الحقَّ الذي جاء به الإسلام إلى البشرية جمعاء.
- احترام الماركة العلمية لكل مبتكر، وصون الهوية العلمية لكل باحث ومفكر، فإذا كان العلم رحما بين أهله ، فإنّ من بركة العلمِ وشكرهِ نشرَهُ وعزوَهُ إلى أهله وقائله، وهذه مسؤوليةٌ مضاعفةٌ على أهل العلم في ظل الانفتاح المعلوماتي الواسع الذي يشهده عصرُنا الملقب بعصر الإعلام والمعلومات.
- لقد عُني الإسلام بالهوية العلمية لأبنائه إلى درجة التخصص العلمي الدقيق، وأثبت الإسلامُ حقَّ السبق لصاحبه، ومنه السبقُ العلميُّ الذي يُطلق عليه بالاصطلاح المعاصر "الماركة العلمية"، فكلُّ من سبق بحق إلى فن أو علم أو منزلة سُجِّلت له.
إن هذه التأصيلات تدفع العلماء والباحثين إلى مزيد من الإبداع والتجديد في هذا الفن من التأليف، ولأن كثيرا من الباحثين باللغة العربية بضاعتهم مزجاة في التعاطي مع التقنيات الرقمية المعاصرة، لأسباب عدة، فيأتي كتاب "صناعة الهوية العلمية للعلماء والخبراء والباحثين" بفصوله الثمانية لمؤلفيه المبدعين الدكتور سيف السويدي والأستاذ طارق
برغاني، ليمثل خطوة رائدة في هذا المجال وليسد ثغرة في المكتبة العربية، وقد وجدته كتابا نافعا في بابه، مُلمّا بموضوعاته وجزئياته، مّحيطا بتطورات العصر وأدواته وتقنياته، مُحققا للحاجة من تصنيفه ، مُمهدا الطريقَ لسالكيه، مُبلِّغا إياهم مقاصدَ الارتقاء بالباحثين العرب.
תגובות